في 3 أغسطس 2009 نشر شاب اسمه برايان اكتون (Brian Acton) تغريدة على تويتر، ذكر فيها كيف أن شركة فيسبوك لم توافق على توظيفه لديها، وعلى الرغم أنه رأى في فرصة العمل ضمن فريق فيسبوك وسيلة للتعرف على عقول عظيمة من زملاء العمل، لكنه تقبل الرفض بصدر رحب وقال أنه يتطلع لخطوته التالية في مغامرة الحياة. حتما كان شعور برايان وقتها كئيبا، فبعد 11 عاما من العمل كمطور ومبرمج، بدأت به عاملا لدى موقع ياهوو ثم لدى ابل، قرر برايان العمل لدى شركات وادي السليكون الأمريكي، والتي بدت وكأنها ترفضه كلها.
فيسبوك ترفض طلب برايان العمل لديها في أغسطس 2009
ما زاد الطين بلة وقتها، أنه قبل هذه التغريدة بشهرين أو يزيد، كان برايان قد نشر تغريدة مماثلة يعلن فيها رفض شركة تويتر توظيفه لديها. فوق كل ذلك، كان برايان على مشارف الأربعين من عمره.
حتى تويتر رفضت توظيف برايان لديها!
باعتراف الكثيرين، كانت أفضل صفة من صفات برايان هي روحه القوية التي لا تقبل الهزيمة بسهولة، ولا تحزن كثيرا لأي انعطاف أو تعثر على الطريق.
فيسبوك ترفض بالجملة
هذه التغريدة في الأعلى شاهدها جان كوم Jan Koum، زميل سابق لبرايان وتقدم معه للعمل لدى فيسبوك وبدوره رفضته فيسبوك أيضا، وكان سبق لبرايان أن وظفه للعمل تحت إمرته في ياهوو، وكان هذا الزميل السابق تراوده فكرة تطبيق جديد بعد أن اشترى هاتف آيفون وانبهر بالقدرات الواعدة لسوق التطبيقات (اب ستور) الذي كان يخطو خطواته الأولى ساعتها.
المسمى شريك والراتب صفر
كان العرض الوظيفي المطروح على برايان هو أن يكون المسمى الوظيفي له شريك مؤسس، والراتب هو صفر مقابل هذا المسمى وفي مقابل جهوده في العمل في هذه الشركة الناشئة التي تأسست لعمل تطبيق يسمح للهواتف النقالة تبادل الرسائل النصية والملفات عبر انترنت، وباستخدام أرقام الهواتف التقليدية لتعريف كل مشترك.
فيسبوك تصلح خطأها
مختصر القصة، بعد مرور سنوات قليلة من هذه التغريدة، اشترت شركة فيسبوك تطبيق برايان وشريكه مقابل 19 مليار دولار، ألا وهو تطبيق واتسابWhatsApp، وكان نصيب برايان من الصفقة قرابة 4 مليار دولار (تقديرا). [نعم – مليار وليس مليون]
الشاهد من القصة
الحكمة هنا تقول لك لا تحزن، لا تبتئس، لا يهم أن رفضتك تويتر و فيسبوك، لا يهم أن عمرك ناهز الأربعين، ما يهم فعلا هو ألا تعلن الاستسلام وأن تستمر في المحاولة المرة تلو المرة. الحياة يا صديقي لا تفعل شيئا سوى وضع العقبات أمامك لترى ماذا ستفعل، والجائزة لمن يستمر في السير رغم كل شيء، ذاك الذي يحافظ على معنوياته مرتفعة وعلى عينيه مفتوحتين مترقبا السانح من الفرص.
دورك أنت في القصة
الآن، إذا كان تاريخك خاليا من رفض شركات كبيرة لك، فربما وجب عليك أن تقلق، وإذا كان تاريخك مليئا بمثل هذه المرات من الرفض، فماذا تنتظر؟ رد لهم الصاع صاعين. أنا شخصيا لم أتمكن حتى من التقدم للعمل لدى مكتب فيسبوك أو لينكدإن أو تويتر في الشرق الأوسط، وأشك (اجعل هذه الكلمة: وكلي ثقة) أنه لو كنت فعلت لم يكن مصيري ليختلف عن برايان ورفيقه، لكن دعونا نطلب من القراء أن يخبرونا عن الشركات الكبرى التي رفضت توظيفهم لديها، وماذا حدث بعدها، وما شعورهم إزاء هذا الرفض في الوقت الحالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق